
يوم الاثنين كان جيدًا لشركة تسلا (TSLA): السهم قفز بأكثر من 10٪ وأنهى سلسلة خسائر استمرت تسعة أسابيع
وفقًا لبيانات CNBC، كان سهم تسلا النجم الأبرز في مؤشر S&P 500 ذلك اليوم
لكن لا داعي للاحتفال بشكل مبالغ فيه، فحتى بعد هذا الارتفاع، ما زال السهم منخفضًا بنسبة 44٪ عن ذروته التي بلغها في ديسمبر 2024
فما الذي يُحرّك هذا الارتفاع؟ وهل هو تعافٍ حقيقي أم مجرد ارتداد مؤقت؟ دعونا نفكك الفوضى
من المقاطعة إلى الحرق: الثمن السياسي لماسك
خلال الأشهر الماضية، تلقّت تسلا ضربات قاسية في سوق الأسهم
السبب؟ مواقف إيلون ماسك السياسية المتطرفة ودعمه المعلن لسياسات اليمين المتطرف، والتي أثارت موجة من الغضب الشعبي
مستهلكون في أمريكا وأوروبا بدأوا بمقاطعة العلامة التجارية بشكل واسع، من إلغاء الطلبات إلى أعمال تخريب وحرق لمعارض الشحن والسيارات
انخفضت المعنويات، وتبعها السهم
وفي يوم الجمعة، زادت الأمور سوءًا عندما قامت Morgan Stanley بتخفيض توقعاتها لتسليمات الربع الأول بنسبة 9٪ على أساس سنوي، مشيرة صراحة إلى مواقف ماسك السياسية كسبب مباشر
التقرير ذكر
“انخفاض الطلب، صورة سلبية للعلامة التجارية، وزيادة في المنافسة”
لكن ماسك لم يتراجع
في مساء الخميس، جمع فريقه في اجتماع حماسي وقال لهم
“تمسكوا بأسهمكم”
وأكد أن موديل Y سيبقى “السيارة الأكثر مبيعًا في العالم” خلال عام 2025
رغم أن المحللين يرون إشارات واضحة على تراجع الإنتاج والطلب
رسوم ترامب الجمركية: طوق نجاة غير متوقع؟
ارتفاع سهم تسلا لم يكن فقط بسبب تحركات داخلية
وول ستريت تلقت دفعة تفاؤل من واشنطن
صحيفتا Wall Street Journal وBloomberg أفادتا أن الرسوم الجمركية المتبادلة التي كان من المفترض أن تبدأ في 2 أبريل قد تكون أقل شدة من المتوقع
القطاعات الصناعية، مثل السيارات، قد تنجو من الجولة الأولى، وبعض الدول قد تحصل على إعفاء
ترامب أكد لاحقًا في نفس اليوم
“الرسوم الجمركية على السيارات والأدوية قادمة، لكن ليس في الجولة الأولى”
الأسواق استجابت فورًا
مؤشر داو جونز ارتفع بـ429 نقطة (1٪)،
مؤشر S&P 500 صعد بنسبة 1.4٪،
مؤشر ناسداك قفز 1.9٪
تسلا تصدرت موجة الصعود في قطاع التكنولوجيا، لكن ميتا ونفيديا أيضًا سجّلتا أرباحًا بحوالي 3٪
صرّح تشارلي ريبلي من Allianz Investment
“الخوف من الرسوم الجمركية بدأ يتلاشى
النهج المستهدف بدلاً من الضربات العشوائية يمكن أن يمنع انهيارًا اقتصاديًا”
وبالنسبة لتسلا، التي تعاني بالفعل من ضغوط شديدة، كانت هذه بمثابة شريان حياة
نور النهار لا يعني شمسًا دائمة
رغم كل ذلك، لا يمكن اعتبار ما حصل انتصارًا كبيرًا
ارتفاع تسلا الأخير جاء بعد مكاسب طفيفة يوم الجمعة، عندما لمح ترامب بالفعل إلى إمكانية المرونة في خطته بشأن الرسوم الجمركية
هذا أدى إلى كسر سلسلة الانخفاضات الأسبوعية لمؤشر S&P 500
لكن الصورة الكبرى لا تزال مقلقة
المؤشر لا يزال أقل بنسبة 7.8٪ من ذروته، بينما لا يزال ناسداك بعيدًا بنسبة 12٪
المتداولون عاشوا حالة من الترقب بسبب تحذيرات الركود
حتى أن ضعف ثقة المستهلك في أوائل مارس دفع S&P إلى منطقة التصحيح (انخفاض 10٪ أو أكثر)
يظل ترامب عامل مفاجأة
ففي يوم الاثنين، وعد بأن الرسوم الجديدة ستُفرض “قريبًا” على السيارات والخشب والرقائق
وهذا بالنسبة لتسلا التي تُنتج سياراتها في أمريكا ولكن تبيعها عالميًا، قد يكون سلاحًا ذا حدين
المنافسون المستوردون سيتعرضون للضرر، لكن الأسواق التصديرية مثل أوروبا قد ترد برسومها
ثم هناك قضية ماسك التي لم تُحل
المقاطعات والحرائق لا تختفي بين ليلة وضحاها
الخلاصة؟
ما حدث بالأمس كان جيدًا
لكن اليوم قد يكون قصة مختلفة تمامًا
راقب الرسوم البيانية جيدًا، وابق على اطلاع على العناوين